كلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) في مؤتمر قمة الإقراض متناهي الصغر
أبوظبي
14 مارس 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو، والمعالي ، والسعادة
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسرنا أن نكون معا، في درة الإمارات العربية المتحدة وأيقونتها.. وشكراً لهذه البلاد الكريمة، وقيادتها المتطلعة، وشعبها الأبي، على التسهيلات الواسعة التي قدمتها لانعقاد هذا المحفل التنموي العالمي، تأكيداً لنهج الإمارات في العمل لخير الإنسان.
السيدات والسادة،
تأبى الإرادة القوية أن تركن للخنوع، ويرفض ذوو العزم الصادق الرضوخ للمحبطات.. فعلى الرغم مما تشهده منطقتنا من أحداث جسام، ومعوقات خطيرة يراها أقل الناس تشاؤماً أنها تذهب بما قد تحقق لصالح أبنائها، وتجعل المستقبل أمام احتمالات مفتوحة، ها هي أبوظبي تحتضن هذه القمة التي تتخذ " آفاق الإبداع في الشمول المالي " عنواناً ، حاملة لقطاعات عريضة من الناس رسالة مفادها، أن التغيير في الاتجاه الصحيح ممكن بالقليل، وبالخروج من أسر الممارسات التقليدية.
السيدات والسادة،
على امتداد نحو عشرين عاماً تتطور الشراكة بين أجفند وحملة الإقراض متناهي الصغر ، فمنذ المؤتمر الأول في عام 1997 ، تتفاهم المنظمتان في أساليب تعزيز حضور آلية التمويل متناهي الصغر في خارطة التنمية العالمية ، وتعكس الإحصاءات المستويات المميزة لنجاح هذه الشراكة. ففي ذلك التاريخ بدأنا في أجفند مشروع تأسيس البنوك المتخصصة في تحقيق الشمول المالي، لإخراج المهمشين من دائرة الفقر الجهنمية .. وقد أنشأنا حتى الآن تسعة بنوك في كل من الأردن واليمن والبحرين وسوريا وسيراليون ولبنان والسودان وفلسطين وموريتانيا.. واستفاد من قروض هذه البنوك مليونان وثمانمائة ألف شخص من خلال منتجات واعدة تلبي احتياجتهم..
وهنا في أبوظبي تشهد شراكة أجفند والحملة تتطوراً آخر بتزامن احتفالية جائزة أجفند الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية مع القمة تعبيراً عن التضامن والتوحد لصالح الفقراء المبدعين.... ويسرنا أن ندعوكم لحضور الاحتفالية أمسية الأربعاء.
السيدات والسادة،
إننا، من واقع استراتيجية أجفند ومبادئه ، وسياساته، في عدم التمييز بين المجتمعات في العون التنموي، وتمليك الفقراء مفاتيح لأبواب الحياة الكريمة، نرى أن تركيز الشمول المالي ضرورة اجتماعية واقتصادية، ولذلك ندعو الحكومات لتوسيع فضاء هذا التطبيق . ولحسن الحظ معنا اليوم وزراء ومحافظي البنوك المركزية، وأعضاء في مجالس تشريعية ، فعليهم تقع مهمة تحقيق هذه المناشدة، وهم يدركون جيداً جدوى ما ندعو إليه.
وفي الختام نسأل الله التوفيق .. ونسأله أن يسدد جهد كل من يبذل الخير للإنسان أينما كان،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.