اجتماع مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث

اجتماع مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث - Prince Talal Bin Abdulaziz article

كلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) خلال اجتماع مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر)

 

الرياض - مقر الجامعة العربية المفتوحة

الثلاثاء 9 فبراير 2016

 

معالي وزيرة شؤون المرأة والأسرة في الجمهورية التونسية ، السيدة سميرة مرعي فريعة،

السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمناء، وممثلي المنظمات الدولية والأقليمية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نرحب بكم في الرياض ، في المقر  الجديد للجامعة العربية المفتوحة ، وفأل حسن أن يكون هذا الاجتماع  عن المرأة العربية أول  لقاء يعقد في هذا المقر ، فالجامعة العربية المفتوحة فضاء تعليمي رحب تتيح فرصاً كبيرة للمرأة العربية ، فالتعليم الجيد هو النافذة الأهم للخروج من التخلف وإدراك الحقوق على الوجه الصحيح.

السيدات والسادة،

إننا دوماً نقول  : "المرأة العربية لا تقل قدرات، ولا إبداع عن مثيلتها في المجتمعات الغربية ، فقط تحتاج أن تعطى الفرصة، ويفسح لها المجال، وتمكن من حقوقها التي أقرها الدين ، بدلاً من أن نكبلها بالعادات والتقاليد غير الأصيلة".

وليس  المرأة والرجل في حالة اشتباك لتستقوى المرأة على النصف الآخر من المجتمع، بل هي المفاهيم الخاطئة التي تجعل النساء في غير المكانة التي يجب أن يتخذنها في المجتمع، وما يسعى إليه مناصرو المرأة ـ من  أمثالكم، هو تصحيح  المفاهيم المغلوطة ، ووضع الحياة في المسار الذي يحقق الاتزان، لا أن يبقى نصفها مشلولاً.

السيدات والسادة،

للأسف إن " الربيع العربي " الذي وضعت عليه الشعوب آمالاً عريضة ، لم يكن حصاده بحجم تلك الآمال ، وانعكست سلبياً على المرأة العربية.  فالذين ركبوا " موجة الربيع " لديهم تصورات تُصادم روح الدين، وكذلك الفِرق التي لا تجيد غير القتل ، وتصوير الإسلام على أنه دين  العنف والجمود وعدم قبول الآخر . 

إن تمكين المرأة  وإزالة  ما يعوق حصولها  على حقوقها الطبيعية المشروعة في الدين، لا يتعارض مع الفهم السوي للحياة،  كما يذهب بعضهم لتفسير مفهوم " التمكين " ، ونحن نأخذ من مصطلح " التمكين " ما لا يتعارض مع صحيح الدين والتقاليد الأصيلة.

وإننا في أجفند نمضي  في هذا الاتجاه مع شركائنا التنمويين، لدعم " كوتر "  ليستمر في استجابته الواعية للضرورة المتنامية لإثبات قدرة المرأة العربية على بناء مستقبلها والإسهام الإيجابي في تطوير أمتها، من خلال تعزيز مشاركتها في التنمية، ودعم وجودها في مراكز صنع  القرار.

وفي البعد الاقتصادي فإن بنوك الفقراء التي يؤسسها أجفند، وعددها الآن تسعة بنوك،  تتوجه للمرأة للأخذ بيدها من دائرة الفقر ، ولدمجها في الحراك الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تحقيق خدمات الشمول المالي للفقراء.

ختاماً ، نسأل الله التوفيق والسداد للجميع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.